هل تعرف أن الرمان فاكهة الجنة ؟
يعد الرمان من أهم و أشهر أنواع الفواكه على الإطلاق خاصة في منطقة الباحة في السعودية كما أنه من أكثر الفواكه المحبوبة بالنسبة إلى الكبار و الأطفال وذلك يرجع إلى طعمه اللذيذ المميز وشكله المبهج الجذاب ،بالطبع جميعنا نعرف أن فاكهة الرمان من أكثر أنواع الفواكه الصحية لما تحتوي عليه من عناصر غذائية لازمة لجسم الإنسان والبعض أيضًا يعرف مدى انتشار زراعتها في الباحة ولكن مالا يعرفه البعض أن الرمان من فاكهة الجنة و أن له مكانته الخاصة التي سنتعرف عليها بالأدلة في مقالنا هذا .
يُقال أن الرمان من فاكهة الجنة فقد يتميز عن غيره من أنواع الفواكه بأن تم ذكره في القرآن الكريم حيث ذكره الله ( سبحانه و تعالى ) في سورة الرحمن وقال :
( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّان) [ سورة الرحمن – 68 ] .
و أيضًا ذكره الله ( سبحانه وتعالى ) في سورة الأنعام و قال :
(وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [ سورة الأنعام – 99 ] .
وفي الآية التالية يأمرنا الله تعالى بالأكل من الرمان وما ذكر معه بقوله ( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين ) [ الأنعام – 141] .
كما تحدث ابن كثير( رحمة الله عليه ) عن الرمان قائلًا :
( و إنما أفرد النخل والرمان بالذكر لشرفهما على غيرهما ) .
و أيضًا قال رسولنا الكريم ( عليه الصلاة والسلام ) عن الرمان :
( كلوا الرمان بشحمه ،فإنه دباغ المعدة ) ويقصد هنا رسولنا بدماغ المعدة أي أنه يصلح المعدة .
ومن خلال هذا الحديث الشريف تتجلى الفوائد الطبية التي خلقها الله وخص بها الرمان فقد جعل الله سبحانه و تعالى الرمان مصدر لشفاء أهل الدنيا ومصدر لذة ومتعة لأهل الجنة لذا يهتم أهالي منطقة الباحة اهتمام كبير بزراعته حيث تضم أودية الباحة العديد من أشجار الرمان .
كما حدثنا أبو عاصم ،عن ابن حريج، عن ابن عجلان، عن ابيه عن ابن عباس وقال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول :
( ما من رمانة من رمانكم إلا وهو يلقح بحبة من رمان الجنة )
و لكن هناك من قال أن هذا الحديث باطل و أنه يوجد اختلاف بين فاكهة الدنيا وفاكهة الجنة فقد يرى البعض أن رمانة الدنيا لا تشبه رمانة الجنة إلا في الاسم فقط ولكن يختلف الطعم .فقد أخبرنا الله ( سبحانه و تعالى ) أن ثمار الجنة قطوفها دانية يتناولها المؤمن بسهولة سواء كان قائمًا أو جالسًا لا مقطوعة ولا ممنوعة ولكننا لا نعلم ماهي حقيقة الأمر وهل رمان الدنيا هو ذاته رمان الجنة أما لا ، و لكن في شتى الحالات هذا لا يقلل أبدًا من أهمية الرمان .
هذه الثمرة المميزة تبرز قدرة وإبداع الله ( سبحانه و تعالى) في خلقه سواء في خلقها بهذا الشكل أو فوائدها التي لا تحصى فقد كتب ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة و قال :
( إنك ترى داخل الرمانة كأمثال القلال شحمًا متراكمًا في نواحيها وترى ذلك الحب فيها مرصوفًا رصفًا و منضودًا نضدًا لا تمكن الأيدي أن تنضده ) .
وتنتشر زراعة الرمان بشكل ملحوظ في الباحة حيث وجود العديد من أشجار الرمان التي يهتم بها المزارعون اهتمام بالغ حتي أصبحت تُنتج بعض الأودية آلاف أشجار الرمان سنويًا لذا يمكننا قول أن الباحة تعتبر مصدر رئيسي لإنتاج الرمان في العالم العربي .
تظهر أيضًا أهمية الرمان بشكل كبير في منطقة الباحة حيث انشاء مهرجان خاص بالرمان والذي كانت بدايته قبل أحد عشر عامًا والتي تعتبر من أهم وسائل التسويق له ومساعدة الشباب علي زراعته وبيعه .
و بهذا نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على مدى أهمية فاكهة الرمان ومدى تميزها عن سائر أنواع الفواكه و أن لها مكانة خاصة بعد ذكرها في القرآن الكريم وحديث رسولنا الكريم ( عليه الصلاة والسلام ) عليها في أكثر من حديث و تعرفنا أيضًا علي مكانتها وشهرتها الواسعة في الباحة .